قال النائب طارق تهامى، عضو مجلس الشيوخ، ومدير تحرير جريدة الوفد، إن مصر لم تتعرض للاهتزاز الاقتصادي خلال جائحة كورونا، بالدرجة التي اهتزت بها اقتصاديات دول أخرى ومن بينها دول كبرى.
وأشار تهامى خلال لقائه مع الإعلامية رشا مجدي ببرنامج «صباح البلد» على قناة «صدى البلد» إلى أن الاقتصاد وتقييمه يخضع للغة الأرقام التى تقول إن مصر تمكنت من عبور الأزمة بنجاح، وقال: إن هذا النجاح يرجع إلى وجود خطوات استباقية لمواجهة الجائحة، اقتصادياً وطبياً واجتماعياً، وفى حالة تقييم المواجهة الاقتصادية نستطيع القول إن هناك استعدادات متعلقة بالمناخ الاقتصادي والصادرات والواردات وتوفير المناخ اللازم للصناعة والتجارة لكى تعمل بشكل جيد فى مرحلة كانت تتميز بالكساد.
وأكد تهامى أن المشروعات الخاصة بالإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة والطرق وتحويل المناطق العشوائية إلى سكن آمن، رغم أنها مشروعات اجتماعية لا تحصل منها الدولة على عائد أو مكاسب، إلا أنها ساهمت فى تحريك عجلة الاقتصاد، وتشغيل شركات وعمالة كانت ستعانى من البطالة لولا تدخل الدولة، وقرارها بتنفيذ مشروعات خدمية مهمة، ورغم أنها مشروعات اجتماعية إلا أنها حققت عائداً اقتصادياً ليس للدولة ولكن لملايين العاملين فى قطاع المقاولات، وتخفيض نسبة البطالة بالمقارنة بالأوضاع الطبيعية التى كانت تشهد أرقاماً أكبر فى السابق.
وأشار إلى أن العالم يمر بمرحلة تضخم فيما بعد كورونا، لسببين الأول.. نتيجة ارتفاع سعر الطاقة، والثانى.. نتيجة الإقبال على الشراء عقب انتهاء الجائحة، وهو ما أدى إلى حدوث التضخم الذى سيطر على العالم مؤخراً، والملاحظ أن مصر تمكنت عبر البنك المركزى من تحجيم التضخم بواسطة عدة إجراءات من بينها تثبيت سعر الفائدة، مما أدى إلى أن التضخم كانت نسبته فى مصر انخفضت، حيث إن البنك المركزى اتخذ اجراءات تمنع تجاوز التضخم لنسبة 7% والأمر الجيد أنه لم يتجاوز 6.6% وهو ما أدى إلى قلة تاثير التضخم فيما بعد كورونا على مصر رغم تأثيره على دول أخرى كثيرة.
وتحدث طارق تهامى عن الإجراءات المصرية المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الإصرار والقوة فى تطبيق هذه الإجراءات المبكرة والتى وصلت فى مرحلة من مراحلها لحظر التجوال ساعد كثيراً فى مواجهة الفيروس، ورغم أن الإغلاق لم يكن كاملاً لمراعاة الظروف الإنسانية الخاصة بأصحاب الأعمال باليومية، إلا أن أرقام المصابين والوفيات كانت أقل بكثير من دول أوروبا التى قامت بتنفيذ إغلاق كامل.
وقام تهامى بالتعليق على لقاء وزيرة الصحة والسكان بوفد شركة «سينوفاك» خلال زيارتهم إلى مصر للاطلاع على منظومة تصنيع اللقاحات بمصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» بمنطقتي العجوزة ومدينة السادس من أكتوبر، ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي الكامل لتوطين صناعة اللقاحات بمصر والتغلب على أي تحديات، وتقديم الحكومة المصرية كافة سبل الدعم لشركة «فاكسيرا» لتوسيع التعاون مع شركة «سينوفاك» تمهيدًا لأن تصبح المركز الرئيسي للشركة بقارة إفريقيا، ما يساهم في توفير اللقاحات للأشقاء بالدول الإفريقية.
وأشار إلى أن الدول تتقدم عندما تتخد خطوات لم يسبقها إليها غيرها، ومصر بهذه الخطوة تتقدم نحو إفريقيا للتعاون مع دولها لخدمة الصحة الإفريقية، ومصر تولى إفريقيا اهتماماً كبيراً خلال المرحلة الحالية، وهى أرض بكر لعمل الخبرات المصرية فى كافة المجالات، وسوف تصبح جسراً لعبور هذا اللقاح إلى إفريقيا.
واشار تهامى إلى أن الدولة تعمل الآن برؤية استراتيجية، تتجه إلى تدخلها المباشر لمنع أي أزمة متعلقة بالغذاء والدواء، وأكد أن رئيس الدولة يطلب دائماً من المسئولين مراقبة الأداء فيما يتعلق باحتياجات الناس اليومية من الغذاء والدواء والطاقة، حتى لا تتكرر أزمات كنا نمر بها فى السابق، وفى نفس الوقت يكون هناك اكتفاء ذاتى من هذه المنتجات.
وأشاد طارق تهامى بقرار غرفة المنشآت الفندقية رفع الطاقة الإستيعابية للفنادق إلى 100% مؤكداً أن القرار جاء نتيجة نجاح قطاع السياحة فى التعامل مع فيروس كورونا، وقيام وزارة الصحة بمواجهة الجائحة بكل صرامة جعلت سمعة مصر الدولية فى هذا المجال جيدة ومحل ثقة، حتى إن هناك دولا أوروبية كبيرة فتحت الباب لزيارة مصر نتيجة لهذه الإجراءات الصارمة التى وصلت لحد إغلاق فنادق كبرى مخالفة وقت الجائحة منذ عام.
وأشاد طارق تهامى بقرار الخارجية المصرية افتتاح قنصلية مصرية فى بنغازى، مؤكداً أنها خطوة ومؤشر لعودة ليبيا للحياة الطبيعية وتحقيق الأمن تمهيداً لإجراء الانتخابات فى ديسمبر الماضى.