منذ عام تقريباً التقيت، عقب الفوز بعضوية مجلس الشيوخ، بالدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى استقبلنى فى مكتبه، وسلمته طلباً لإنشاء «مركز شباب الهنادى» بقرية الهنادى، مركز إسنا بمحافظة الأقصر، وهى قرية عائلتى، ومسقط رأس والدى ووالدتى، ورغم أننى نائب عن محافظة الجيزة، مسقط رأسى، إلا أن الرابط بينى وبين القرية الأم لم ينتهِ، مثل كل أبناء الصعيد المقيمين فى القاهرة والإسكندرية، وما زالت أرض والدى الزراعية، ومنزل جدى، وأولاد عمومتنا، مصدراً للتواصل المستمر مع هذه البلاد الطيبة.
خلال عام كامل، كان مطلب أهل القرية الأساسى، هو ضرورة إنشاء مركز الشباب، وهو الطلب الذى يتم تقديمه منذ 25 عاماً ولا يجد من يستجيب، وبالفعل، تلقيت منذ 6 أشهر خطاباً من الوزير أشرف صبحى، يفيد بالاستجابة للطلب، وتنفيذه ضمن خطة خمسية أعدتها الوزارة لإنشاء وتطوير عدد من مراكز الشباب، وكان نصيب مركز شباب الهنادى فى المقدمة.
منذ أيام حدث بالفعل البدء فى تنفيذ إنشاءات المركز على الأرض التى تم تخصيصها، الأكثر من ذلك أنه تقرر ضم مركز الشباب إلى خطة مبادرة حياة كريمة التى وصلت قرية الهنادى منذ عدة أشهر لتحويلها من قرية مهملة تعانى الإهمال إلى قرية نموذجية تضعها الدولة فى بؤرة اهتمامها.
قطعاً.. يجب أن أتقدم بخالص الشكر للدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى استجاب للطلب دون تردد، ويجب أن أهنئ أهلى وناسى فى الهنادى لأن حلمهم يتحقق على أرض الواقع.. ولكن لا يمكن أن تمر هذه المناسبة الإنسانية الوطنية دون الحديث عن حياة كريمة التى تقوم بتحويل قريتنا فى أقاصى الصعيد إلى مكان قابل للحياة والعيش الكريم.
منذ عدة أشهر، فوجئ أهالى بلدتنا، قرية الهنادى، التى تحتضن الجبال القاسية، فى مركز إسنا بمحافظة الأقصر فى الصعيد الجوانى بحركة غير عادية، وبسيارات نقل وعمال وموظفين يغرسون لافتة جعلت أهل القرية يبتسمون ويشعرون بالراحة النفسية، لأن الدولة بدأت تراهم وتهتم بهم، الصورة تحمل صورة الرئيس السيسى، ومكتوبة عليها عبارات كان أهالى الهنادى يعتقدون أنهم لن يقرأوها إلا على شاشات التليفزيون، ولكنهم أصبحوا يقرأونها على لافتة حديدية ويرونها مرأى العين، مثل«المبادرة الرئاسية.. حياة كريمة» وعبارة أخرى مثل «تنفيذ مشروع الصرف الصحى لقرية الهنادى»…ولا تتعجب عندما أقول لك إن الصرف الصحى بمفهومه الحديث لم يدخل إلى قرية الهنادى عبر تاريخها، وكل أدوات الصرف الصحى قام بتنفيذها الأهالى لبيوتهم، بشكل فردى، بطرق قديمة وبدائية، ولذلك يجب أن نتذكر كلماتنا التى رددناها هنا بين الحين والآخر، والتى قلنا فيها إن أهل الصعيد يعيشون حياة قاسية.
يجب أن تعترف بأن مبادرة «حياة كريمة» تستحق الإشادة، ويستحق صاحبها الشكر، ويجب أن نؤكد أن إضافة تنمية القرى للمبادرة تمثل إنجازاً تاريخياً، لأن هذه القرى لم تشهد منذ أكثر من 100 عام تطوراً نوعياً لصالح الإنسان الذى يعيش فيها.
هذه القرى التى يستهدفها المشروع تهدف لتحسين مستوى معيشة 58 مليون مواطن يعيشون فى الريف، بما يمثل نحو 60% من عدد المصريين، وهو مشروع ضخم يتكلف 500 مليار جنيه، وهى أرقام تعكس حجم المشروع الذى لا يهدف إلى تحقيق أرباح مالية، ولكنها تستهدف تنمية المجتمع، وبناء الإنسان الذى تمنحه الدولة حقوق المواطن الذى يمتلك موارد بلاده، وهو منهج جديد سيؤدى إلى تطور تفكير المواطن البسيط نحو علاقته بالدولة.
نتيجة هذه المبادرة سوف تظهر خلال سنوات قليلة، مع ظهور جيل مستفيد من تحقيق التنمية الاجتماعية فى مناطق سكنه، وهو ما سوف ينعكس على استقباله للعلم والرياضة وتحسين مستوى البيئة صحياً وذهنياً، وكل هذا بدوره سوف ينعكس على مستوى النمو الاقتصادى والاجتماعى للدولة بمفهومها الشامل.
نعود إلى الهنادى، التى تمتلك إمكانيات اقتصادية هائلة، فهى تصلح لإقامة مشروعات متعددة، يمكن استغلالها فى التنمية المستدامة للقرية، وللقرى المجاورة لها، وإقامة مشروع كبير بجوار القرية، هو أمل أهلها، لأن فيه خلاصاً لشبابها من البطالة، فمن حق أهل هذه البلدة الصغيرة الحصول لأبنائهم على فرص عمل، بل إن أملهم فى البداية هو العمل فى كل مشروعات حياة كريمة داخل القرية.
شكراً للرئيس صاحب مبادرة حياة كريمة، فقد وصلت المبادرة إلى أبعد مكان لتحقيق تنمية الإنسان، ونتمنى أن يقتحم رجال الأعمال هذه القرى، التى تبحث عن مشروعات اقتصادية تحمى أبناءها من البطالة!
شكراً لوزير الشباب على إدراج خطة إنشاء مركز شباب الهنادى ضمن الخطة الخمسية وبدء التنفيذ الفعلى.