تعالوا نقرأ هذه الحكاية لنعرف لماذا نتراجع فى مجال كرة القدم على المستويين الإفريقى والدولى، رغم أننا نحقق النجاحات والتفوق فى كرة اليد والأسكواش والكاراتية والجودو والتايكوندو والملاكمة والمصارعة وكمال الأجسام، وباقى الرياضات التى تسمى «الألعاب الشهيدة».. ورغم أن مصر أنجبت محمد صلاح، الذى أصبح يضاهى نجوم العالم، ولكن يبدو أن هذه النجاحات التى يحققها ترجع إلى أنه خرج من منظومة كرة القدم المصرية التى تسيطر عليها طريقة عمل عفا عليها الزمان، ولا يمكن أن تنتج ما نرجوه أبدًا لأننا فى عام 2021 لانعرف كيف يتم تصنيف وتوصيف عقوبة للاعب كرة قدم ولا نعرف من المسئول عن إقرارها أو الإعفاء منها!!
نجم كرة القدم السابق، النائب حازم أمام، أمين سر لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، تحدث خلال اجتماع لجنة الشباب والرياضة بالمجلس، مثيرًا للشجن والحزن، وهو يفند تفاصيل أزمة إيقاف لاعب الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا، رغم حصوله على حكم من مركز التسوية والتحكيم بإلغاء العقوبة.
حازم إمام سأل وزير الشباب والرياضة، خلال الاجتماع الذى عُقد أمس الأول، عن مصير أحكام مركز التسوية، وهل اتحاد كرة القدم ملزم بتنفيذها أم لا؟ وقال إن سؤاله يرتبط باستمرار إيقاف لاعب نادى الزمالك «شيكابالا» عقب اتهامه بسب رئيس اتحاد كرة القدم أحمد مجاهد، وقد استمرت العقوبة رغم صدور حكم من مركز التسوية بإلغاء الإيقاف.. وتساءل حازم:«من ينفذ حكم مركز التسوية فى حال عدم تنفيذه من قبل الاتحاد؟».
الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى كان حاضرًا الاجتماع، قال إن قانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017 نص صراحة على أن اتحاد الكرة مُلزم بتنفيذ أحكام مركز التسوية والتحكيم، وبالتالى فإن قرار إلغاء الإيقاف واجب النفاذ ولابد من تنفيذه.
بعد الاجتماع بساعات، قال ثروت سويلم عضو رابطة الأندية المحترفة إن: قرارات مركز التسوية والتحكيم غير ملزمة لاتحاد الكرة المصرية، وفى حال تنفيذ الجبلاية لها، فستكون مجبرة على تنفيذ قرارات أخرى!!
ملخص هذه الحكاية أن منظومة كرة القدم فى مصر تحتاج إلى مراجعة، فمركز التسوية والتحكيم ينص قانون الرياضة صراحة على وجوده وبأن قراراته ملزمة، واتحاد كرة القدم يرفض تنفيذ قرارات المركز، والسؤال الطبيعى هو: ما هى فائدة بقاء مركز التسوية والتحكيم طالما أن اتحاد كرة القدم يرفض الاعتراف به؟ والسؤال الثانى: نعرف أن الفيفا يمنع التدخل الحكومى فى شئون كرة القدم، لكن مركز التسوية والتحكيم، له صبغة قضائية، وهو ما تسمح به لوائح الفيفا، وهى تسمح بتدخله لحسم الخلافات الرياضية، وهذا هو السبب الرئيسى لوجود نص خاص بالمركز فى قانون الرياضة..فهل يرفض اتحاد كرة القدم وجود المركز رغم سماح الفيفا بوجوده؟ والسؤال الثالث: لماذا لم يرفض اتحاد كرة القدم وجود النص الخاص بمركز التسوية والتحكيم فى قانون الرياضة عند مناقشته مجتمعيًا، أو خلال مناقشات مجلس النواب أم أن دور المركز فى عدد من المشكلات كان غير متوقع؟
الحكاية ليست خاصة بلاعب كرة قدم تم ايقافه بواسطة اتحاد الكرة، ثم قام مركز التسوية التحكيم بإلغاء الإيقاف، ولكنها قصة خاصة بكرة القدم المصرية، التى لم تعد مجرد لُعبة تتابعها الأسر المصرية بشغف، ولكنها أصبحت صناعة، وتحولت إلى وسيلة دعاية عظيمة للدول التى تهتم بالسياحة، ومصر التى تمتلك محمد صلاح الذى ينافس على لقب أفضل لاعب فى كرة القدم على مستوى العالم، تستحق أن يكون لديها منظومة ناجحة، تؤدى لتخريج عشرات اللاعبين، مثل محمد صلاح، ليكونوا سفراء لنا فى دوريات العالم، فنحن نمتلك المواهب، ولدينا القدرة على تنظيم دورى يرفع مستوى اللاعبين، ولانستحق أبدًا أن نقف عند الإنجازات الإفريقية لفريق حسن شحاتة والتى انتهت فى 2010.. أو إنجاز فريق «مستر كوبر» بالوصول لكأس العالم 2018 رغم أننا خسرنا جميع مبارياتنا فى المجموعة!!
كرة القدم صناعة تستحق أن تُدار بطريقة أفضل.. وإذا أراد الاتحاد تطوير اللعبة عليه أن يُحقق العدالة، وأن يحترم قرار مركز التسوية والتحكيم لأنها جهة محايدة فى الخلاف القائم بين اتحاد كرة القدم وشيكابالا!!!